ما يحدث في اليمن تمزيق ممنهج للدولة الوطنية، ونسف لكل مفاهيم الحرية والعدالة وقيم التعايش والمجتمع الديمقراطي، وهو أمر يشارك فيه الجميع، الذين إن لم يدركوا أهمية السلام ويراهنوا على الحوار للوصول إليه، فلن يكون اليمن السعيد سعيدا.
نجحت حركة الحوثيين في خداع الشعب اليمني مرّتين، مرة وهي تقدّم نفسها كحركة مظلومة ومستهدفة في مران وباقي مناطق صعدة، ومرة أخرى وهي تقدّم نفسها مخلّصاً للشعب من الجرع السعرية الحكومية، والمطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
الانتقام هو ما عصف بالبلاد، ففي العقلية العربية لا يوجد نظام سياسي أو حاكم يغادر السلطة، ويذهب لممارسة الرياضة، بل يذهب الحاكم الذي غادر السلطة تحت صيحات الجماهير، ليتفنّن في الانتقام من الشعب الذي ثار ضده.
يا ضمير العالم النائم: أنقذ أطفال اليمن من كماشة الجوع والوجع، ويا منظمات دولية تقدّم نفسها بوصفها مهتمة بالطفولة، دينوا تجنيد الأطفال في اليمن، أعيدوا البسمة إلى وجوه أطفال اليمن، وجنبّوهم حماقات حروب الجماعات.
الشعب الذي يتحمّل الوضع الصعب، ونتائج الحروب والصراعات، يريد أن يعيش ويتعلّم، وأن ينعم بالأمن والاستقرار، ومن حقه ذلك. فكونوا بارون بوطنكم وشعبكم، وتنازلوا لبعضكم البعض، وتجنبّوا ما يعقد الأمور بينكم، فشعبكم يناديكم، وينتظر منكم أن تصنعوا السلام في الكويت.
حتى يداري اليمني ما يشعر به من معاناة، لا يزال يردد: العيد عيد العافية، وهي عبارة لا نعرف من خدع شعبنا بها: هل الأغنياء الذين ينعمون بكل شيء في حضرة شعب جائع، أم الفقراء الذين يردّدونها لمداراة الهموم التي تحاصرهم؟