ما هي آليات التفاوض المناسبة لتحديد الراتب؟

01 مايو 2016
نجاح التفاوض يساعد في زيادة الراتب (Getty)
+ الخط -
يعتبر الراتب من الأساسيات التي يحتاجها الموظف في عمله. أحياناً كثيرة، يتقاضى بعض الموظفين رواتب أدنى من الجهود المبذولة، ويعود السبب في ذلك إلى غياب آليات التفاوض الناجحة أثناء توقيع عقد العمل. ويعتبر التفاوض لتحديد الراتب، المكافآت، والحوافز المالية، من الأساسيات التي يحتاجها الموظف في مسيرته العملية. وبحسب خبير الموارد البشرية ستيف كين "لا يختلف التفاوض على الراتب عن أي نوع آخر من التفاوض، إلا أنه يتوجب على الموظف أن يكون حذراً في الكلمات التي يختارها، نظراً لأهميتها وقدرتها في التأثير، فالراتب من الأمور الشخصية المهمة"، ولذا فإن التفاوض على الراتب وفق كين مهم جداً، كونه لا يتعلق بسعر شيء ما جامد، بل يتمحور حول قيمة الموظف بالنسبة إلى الشركة. ونظراً لأهمية التفاوض لتحديد الرواتب، تضع "العربي الجديد" بعض الخطوات المناسبة أثناء عملية التفاوض:

1- تحديد قيمتك المهنية: من الأمور الأساسية التي تساعد الموظف في تحديد راتبه وأجره الشهري أو السنوي في مؤسسة ما، هي مدى معرفته العميقة بقدراته المهنية. إذ إن معرفة الموظف بقدراته وقيمته في إدارة المنصب، تساعده في تحديد الراتب بشكل فعال. وانطلاقاً من ذلك، يستطيع الموظف التفاوض بثقة مع الرؤساء في المؤسسة، لنيل ما يستحق من أجر نظير الأعمال التي سيقوم بها. أضف إلى ذلك، من المهم جداً عند مناقشة تفاصيل عقد العمل، السؤال عن المهام الموكلة، والمراكز التي سيتولاها الموظف، إذ إن تحديد المهام والمسؤوليات تساعد في وضع معيار واضح للتفاوض على الراتب، وبالتالي نيل الأجر المناسب.

2- مناقشة الحوافز المالية بدقة: صحيح أنه من المهم التفاوض لتحديد الراتب بشكل أساسي، لكن الحوافز المالية التي تتعلق بالمساعدة الخاصة بالسكن، النقل، التأمينات الصحية والاجتماعية، وغلاء المعيشة، من الأمور الأساسية التي يجب مناقشتها بدقة، كونها تعتبر أدوات مكملة للراتب. ومن هنا، عليك أيها الموظف أن تكون مرناً في تقدير الرقم المناسب لراتبك، والبحث عن الحوافز المالية والاجتماعية بدقة وعناية.


3- التفاوض يوم الخميس: نعم صدّق أيها الموظف، أن للأيام دوراً بارزاً في نجاح أو فشل المفاوضات. وبحسب علم النفس، فإن أفضل أيام التفاوض من أجل تحديد الراتب، أو المطالبة بزيادته هو يوم الخميس. حيث تشير دراسة أميركية، صادرة عن مجلة "علم النفس اليوم"، أن أفضل الأيام لمناقشة المدراء في الراتب أو أي أمور مصيرية أخرى، هو عند اقتراب العطلة الأسبوعية، إذ إن المدراء يحاولون إنهاء جميع مهامهم الوظيفية قبل البدء بالعطلة، بينما يعتبر يومي الإثنين والثلاثاء من أكثر الأيام صعوبة لنيل الحقوق المادية في أي مؤسسة. ولذا عليك الاستفادة من ذلك، والتفاوض في الأيام الأخيرة من الأسبوع.


4- التركيز على المستقبل: عادة ما يُسأل الموظف عن آخر راتب تقاضاه، إذ تحاول المؤسسات تقييم الحالة المادية للموظف، والتي من شأنها أن تحدد له راتبه، ولذا عند سؤالك عن الراتب الأخير، كن مرناً وحذراً، فلا تدخل في لعبة الأرقام، ولا تتكلم عن الماضي، بل عليك الحديث عن المهام والمسؤوليات الجديدة، والحديث عن الخبرات العلمية والعملية التي اكتسبتها في السابق، والتي ستوظفها في عملك الحالي كونها تساعد في إعطاء العمل الجديد قيمة مضافة. فمعيار الراتب الجديد لا يتحدد سوى بمدى قدرتك على إقناع المدراء بالقيمة المضافة التي ستعطيها إلى العمل.

5- لا تكذب أو تبالغ في الأرقام: كن على ثقة، أن المدراء في الشركة على علم تام بوضعك المهني السابق، وراتبك أيضاً، لذا من المهم أن تكون صادقاً في كل ما تتحدث عنه، سواء تعلق الأمر براتبك أو مهامك أو وظيفتك السابقة، فالصراحة تعطي انطباعاً إيجابياً لدى الرؤساء. وفي المقابل، فإن معرفة المدراء بوضعك سابقاً لا يمنع طلب ما تريد لتولي وظيفتك الجديدة. ويقول الخبير في تنمية الموارد البشرية روبرت وانير "يتحدد نجاح التفاوض بمدى صدقك وعدم مبالغتك في الأرقام أو المهام السابقة". ولذا من الضروري التنبه إلى الصدق والوضوح في مرحلة التفاوض، بالإضافة إلى ذلك، ينصح واينر في كتابه "التفاوض على الراتب" بضرورة الاهتمام بثلاثة أمور أساسية: قيمتك العملية، القيمة الحقيقية لمنصبك في السوق، وأخيراً المسؤوليات والواجبات، إذ إن هذه الأمور تساعدك في اجتياز التفاوض بنجاح.



المساهمون