عالم الكرتون

22 يوليو 2015
الأطفال أيضاً جمهورٌ صعب (Getty)
+ الخط -
ربما يعتبر البعض أن كتابة أو إنتاج أعمال تخص الأطفال هو عمل بسيط وأن أي شكل من أشكال صناعة الحكاية سيكون مناسباً، لكن الحقيقة أن التعامل مع الأطفال هو العمل الأصعب والأخطر والأكثر مسؤولية، وذلك لشدة ما تؤثر الحكاية في تربية وتشكيل شخصية الطفل وبنيته الفكرية مستقبلاً.

لعل الزمن الذي نعيشه هو الزمن الأخطر على الطفل وعلى تربيته وذلك بسبب التوافر المفرط للوسائل التي تقدم الحكاية المصورة للطفل وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة. وهذا يعني أن التلفاز أو ألعاب الأطفال هي التي تربي الأطفال. وقد كان من الملفت تحويل بعض الروايات العالمية لأعمال أطفال وذلك استسهالاً من المنتج إذ وجد حكاية جاهزة، هي حكاية عالمية مشهورة، وبالتالي ستلقى رواجاً بالتأكيد.

وقد تناولت الشركات الروايات العالمية خصوصاً تلك التي يكون الطفل أحد أبطالها وهذا ما يجعلها جذابة أكثر للطفل ــ المشاهد. لكن هل حقاً يدرك الطفل ما يشاهده، وهل يدرك أهله تأثير ما يراه عليه.

أمثلة كثيرة مرّت على الشاشة وتبدو ببساطة خطرة في علم النفس وعلم الاجتماع على أي طفل، مثلاً كيف لطفل في عمر السادسة أن يفهم رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو؟ كيف له أن يفهم آلام الطفلة كوزيت وموت أمها من الفقر.

اقرأ أيضاً: "بيبي" المتمرّدة: الطفلة السويدية التي أرّقت أوروبا وأسعدتها

وهناك مثلاً رواية "عهد الأصدقاء" والتي أيضاً صورت معاناة أطفال المداخن في فرنسا وفيها يموت الطفل الإيجابي والنبيل (ألفريدو) أمام الطفل المشاهد بسبب الفقر والمرض. أما مسلسل "الأطفال كونان" والذي هو عبارة عن حلقات عدة كل منها تمثل جريمة قتل بتفصيل ورعب، وتضيء على محقق صغير يحاول كشف تفاصيل هذه الجريمة، فكيف ندخل الأطفال في عالم الجريمة والقتل؟ لا جواب على كل هذه الأسئلة، أو أقله لا جواب لدى شركات الإنتاج التي تبحث بشكل أساسي عن كمية أعمال مدبلجة، وعن جمهور يتلقى من دون مساءلة، وهل من جمهور عاجز عن المساءلة أكثر من جمهور لا يتجاوز عمره عشر سنوات؟
المساهمون