صندوق قطر السيادي يقوي الاستثمارات الخارجية

06 مايو 2015
مشروع استثماري قطري في لندن (أندريا بالدو/Getty)
+ الخط -
تمكنت قطر بفعل العائدات المالية المرتفعة من توجيه استثماراتها في شتى القطاعات، محلياً وخارجياً. وتمكنت خلال السنوات الماضية من توسيع رقعة الاستثمارات لتطال أكثر من بلد حول العالم.

ويشير الخبراء في هذا المجال إلى أن الفوائض المالية المتأتية من قطاعي النفط والغاز، ساهمت برفع الاستثمارات خارج الحدود، وانطلاقاً من هذه السياسة الاقتصادية التي انتهجتها قطر خلال العقد الماضي، فقد لعب الصندوق السيادي الدور الرئيسي في هذا المجال. وقد تمكن الصندوق من تمويل استثمارات في قطاعات المال، والصناعة، والسياحة، والعقار، إذ ينشط دور الصندوق في أكثر من 39 بلداً حول العالم، إذ ارتفعت أصوله بنسبة 50% في عام 2014.

ويعد الصندوق القطري أحد أكثر المستثمرين السياديين نشاطاً في العالم، فقد استحوذ على حصص في قطاعات عدة من العقارات إلى السلع الفاخرة. وبحسب التقارير، فقد حل الصندوق السيادي القطري في المرتبة التاسعة عالمياً من حيث الأصول خلف صناديق النرويج وأبوظبي والسعودية. وبحسب الأرقام والتصنيفات الدولية، تبلغ قيمة استثمارات الصندوق السيادي القطري أكثر من 200 مليار دولار.

بدأ الصندوق السيادي القطري في عام 2005 بوضع استراتيجية وأهداف محددة في كيفية استغلال الأماكن والفرص المتوفرة عالمياً، والتي بدورها ستعود بالمنفعة وبضمان استمرارية الإيرادات المالية لقطر.

تشكل المملكة المتحدة، بحسب القيمين، الوجهة الرئيسية للاستثمارات القطرية في الخارج، إذ وبحسب الأرقام المعلنة، فقد استحوذت على نحو 35 مليار دولار، وأبرز عمليات الاستحواذ كانت برج مصرف HSBC، حيث بلغت قيمته ما يقارب 2 مليار دولار، فضلاً عن نية الصندوق في الاستثمار في القطاع العقاري، بصفقات تصل إلى أكثر من 2 مليار جنيه إسترليني.

كذلك قاد الصندوق كونسورتيوم هذا العام للسيطرة على الشركة المالكة لحي كناري وارف المالي في لندن في صفقة قيمتها أربعة مليارات دولار.

وبالعودة إلى الأرقام، في عام 2010 اشترت دولة قطر متجر "هارودز" وسط لندن، وهو واحد من أهم وأفخم وأشهر مراكز التسوق في العاصمة البريطانية. وفي أواخر عام 2012 اشترت دولة قطر "نادي باريس سان جيرمان" الرياضي الفرنسي، لتستثمر فيه أكثر من 340 مليون دولار. وفي بداية عام 2013 أعلنت دولة قطر أنها ستستثمر خمسة مليارات دولار في مشاريع بتروكيماوية في ماليزيا خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، فضلاً عن الكثير من المشاريع حول العالم.

من جهة أخرى، وفي إطار توسيع الاستثمارات في الخارج، فقد أعلنت وكالة الأنباء القطرية، قبل أيام، أن جهاز قطر للاستثمار يعتزم تأسيس مكتب في نيويورك لإدارة محفظته المتنامية في الولايات المتحدة.

تشير التقارير إلى أنه وبالرغم من أن معظم أنشطة الصندوق متمركزة في أوروبا، إلا أن الأخير يسعى للتنوع ودخول السوق الآسيوية والأميركية، فقد أعلن العام الماضي عن خطة لإنفاق 20 مليار دولار في استثمارات آسيوية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

إقرأ أيضا: النفط: صراع الأسواق أم الأسعار؟
المساهمون