صندوق النقد يدرس حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا

24 يناير 2015
صندوق النقد يخشى تكرار السيناريو اليوناني في أوكرانيا(فرانس برس)
+ الخط -
ما زال صندوق النقد الدولي بعيدا عن حل الأزمة الاقتصادية في أوكرانيا، فيما يجري حاليا مناقشة خطة مساعدة جديدة لكييف أطول وأضخم، لكنها تبدو محفوفة بمخاطر جمة بالنسبة للمؤسسة المالية في وقت تغرق البلاد في حالة حرب.

وكان صندوق النقد الدولي منح كييف بناء على طلب مساعدة في أبريل/نيسان الماضي خط اعتماد بقيمة 17 مليار دولار على سنتين، لكن تبين أنه غير كاف حتى قبل تسلم كامل المبلغ.

وبعد أن استنجدت به السلطات الأوكرانية مجددا هذا الأسبوع، بات على الصندوق إعداد برنامج قروض جديد سيكون أوسع زمنيا يمتد لما بين ثلاث وأربع سنوات، وأكبر تمويلا على الأرجح.

وتجري حاليا محادثات شاقة حول قيمة المبلغ النهائي، وينتظر صدور مقترحات واضحة عند نهاية الشهر. وتحتاج أوكرانيا، بحسب صندوق النقد الدولي، إلى 15 مليار دولار خلال العام الجاري.

وتأمل أوكرانيا، التي تعاني من حالة اختناق بسبب خسارتها المناطق الصناعية في الشرق، بالحصول على "موارد إضافية" تسمح لها بتحقيق نمو اقتصادي، بحسب وزيرة المالية الأوكرانية، ناتاليا ياريسكو.

ويتدخل صندوق النقد عادة في البلدان التي تواجه أزمة مالية، مثلما حدث في الأرجنتين أواخر تسعينيات القرن الماضي أو في اليونان خلال السنوات الأخيرة. لكنه يستعد حاليا ليمول مجددا بلدا يختنق اقتصاديا ويمزقه نزاع مستمر منذ 9 أشهر مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وكان الصندوق تدخل بعيد الاجتياح الأميركي أي في العام 2001 خلال الحرب الأهلية في سريلانكا، لكنها على الأرجح لم تتدخل مطلقا في وضع متفجر مثل أوكرانيا.

وبالإضافة إلى الوضع الأمني، يتوجب على المؤسسة أن تتعامل أيضا مع دين أوكراني هائل يتجاوز 73% من إجمالي ناتجها الداخلي.

والمعادلة لا تبدو بسيطة. فإعادة التفاوض قد تقلص حاجات البلاد للتمويل، لكنها قد تؤدي برأي ميتوف إلى "هروب المستثمرين الأجانب لفترة طويلة" وتحرم البلد من الوصول إلى الأسواق لمدة طويلة.

لكن الحاجات للتمويل تبدو هائلة. فبحسب مؤسسة المال الدولية، ستحتاج أوكرانيا 50 مليار دولار حتى 2018، فيما لا يزال صندوق النقد الدولي يلقى صعوبة في إقناع المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم المالي لكييف.

وتريد الولايات المتحدة، أكبر مساهمي الصندوق، تفادي انهيار كييف، الذي يمكن أن يفيد موسكو.

لكن ثمة صعوبات تواجه صرف مساعدات جديدة لأوكرانيا. ذلك أن البرازيل عبرت عن موقف مغاير بعض الشيء من هذه القضية بتعبيرها عن مخاوف من تكرار السيناريو اليوناني في أوكرانيا.

المساهمون