الخروف الدمية.. مصريون أقبلوا على شرائه بدلاً من الأضحية

20 سبتمبر 2015
زيادة الإقبال على الخروف الدمية (العربي الجديد)
+ الخط -

"لن أشتري خروف العيد هذا العام"، هذا ما قاله ياسر عبد الوهاب صاحب محل لبيع الخردوات والأدوات المكتبية بمحافظة الإسكندرية شمال مصر بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير لا يناسب دخله، وذلك بعد أن ألقت الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة في البلاد بظلالها على تجارته التي تعاني الركود.

لم يكن عبد الوهاب هو الوحيد الذي قرر التخلي عن شراء الأضحية بل شاركه الكثير من الأسر المصرية دون اتفاق بينها والاكتفاء بشراء كمية لحوم صغيرة من الجزارين تكفيهم يومين على الأكثر بسبب ارتفاع الأسعار بعد موجة الارتفاعات الجديدة التي شهدتها سوق اللحوم والأضاحي.

ولجأ الكثير من المصريين إلى شراء دمى الخراف (لعبة على شكل خروف) التي انتشرت في أسواق المدينة ولاقت رواجاً وإقبالا من المواطنين الذين وجدوا فيها بديلا عن الأضحية لإدخال السرور على أطفالهم والتحايل على الواقع المر الذي يعيشونه.

ومع اقتراب عيد الأضحى، بدأ تجار ومحال بيع الأطفال طرح لعب جديدة ودمى على شكل خروف العيد شهدت رواجاً ملحوظاً.

وأكد بائع لعب أطفال بغرب الإسكندرية، محمد عمر، لـ"العربي الجديد"، أن دمية خروف العيد من أشهر الألعاب التي عليها إقبال من غالبية الأسر، في ظل عدم قدرة المصريين على شراء خراف بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى وجود أشكال جديدة منها سواء المستوردة من الصين أو المصنعة في مصر.

فيما يقول موظف على المعاش، حسن عبد المنعم، لـ"العربي الجديد"، إنه على مدى سنين طويلة كنت أفضل التضحية بخروف أو الاشتراك مع أحد أصدقائي وجيراني في ذبح عجل إلا أنني هذا العام لم أضحي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وضيق اليد.

وأشار إلى أنه مثل الكثير من جيرانها، اكتفوا بشراء كميات قليلة من اللحوم بمناسبة عيد الأضحى لأن ميزانية البيت لا تكفى لشراء أضحية و"قمت بشراء خروف العيد على شكل دمية لأطفالي للتحايل على الظروف التي نعيشها رغم قناعتي بأنه لن يمنح نفس الفرحة بالخروف الحي".

اقرأ أيضاً: بائع "الفالصو" يرسم الابتسامة على وجوه المصريين

وأكد رفضه لفكرة شراء خروف بالتقسيط التي طرحتها شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية بالتعاون مع عدد من المصارف التي ستقوم بتمويل الشركة لشراء الخراف وبيعها للمواطنين بالتقسيط لأنها ليست ذات جدوى وستزيد من مشاكل المواطنين مستقبلاً.

أما الجزار محمد بيسو، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنه رغم إقامة التجار للشوادر وأماكن بيع الأضاحي وعرض الجزارين الذبائح في المحلات لجذب أنظار المواطنين، إلا أن الأسواق شهدت إقبالاً محدوداً من المواطنين، وأصبحت حركة البيع والشراء شبه متوقفة.

وأكد بيسو أنه من المفترض أن يكون عيد الأضحى موسما لتصاعد حركة البيع والشراء ولكن هذا العام جاء مخيبا لأمال الكثير من أصحاب المحال والعاملين بها أيضاً، بعد أن تراجعت نسبة الشراء مقارنة بالعام السابق.

وحمّل "بيسو" تجار المواشي مسؤولية ارتفاع الأسعار قائلا: الجزار يعتمد على هامش ربح محدود لا يمكن تجاوزه ورغم ذلك يتبدد معظمه في العمالة والضرائب والكهرباء التي تستنفد معظم ربحه على حد تعبيره، الأمر الذي اضطره وغيره إلى تقليل شراء الخراف والماشية.

فيما يرى تاجر مواش، محمود عادل، أن حجز الأضاحي قلّ عن العام الماضي بسبب الارتفاع الشديد في أسعار اللحوم المذبوحة، ما أثر على حركة البيع وجعل الزبائن يتجهون إلى الخراف والمواشي المستوردة أو تبحث عن الأضحية الأقل وزناً أو الاكتفاء بشراء خروف واحد فقط.

من جهته، أكد عضو شعبه اللحوم والجزارة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، محمد عبد المجيد، على تردّي حال السوق وانعدام حركة البيع والشراء حاليا مقارنة بالعام الماضي، مؤكدا أن الإقبال على شراء الأضحية تراجع بنسبة كبيرة تتجاوز 50%، فالمواطن أصبح يفضل شراء كميات من اللحوم تكفي احتياجاته بدلاً من شراء الخروف الذي قفزت أسعاره بصورة مبالغ فيها.

وأضاف أن أسعار الأضاحي تختلف من منطقة إلى أخرى لارتفاع أسعار الأعلاف والأنواع الإقبال وهو الأمر الذي انعكس على أسعار اللحوم أيضا، مشيرا إلى أن نقص الكميات المعروضة قد يتسبب في ارتفاعات جديدة خلال الأيام المقبلة، مطالباً بضرورة تفعيل مشروع تسمين عجول البتلو المدعم لضبط السوق وتلبية احتياجات المواطن الذي قلّل من مشترياته هذا العام.


اقرأ أيضاً: بدء توريد المواشي الروسية إلى مصر

المساهمون