الاعتذار الواجب لنخنوخ

02 فبراير 2017

هل يتم في مصر إطلاق سراح صبري نخنوخ؟ (أنترنت)

+ الخط -
بعدما عادت خيول كرداسة ونزلة السمان إلى أصحابها سالمةً، بعدما قبضوا الثمن، وصار مرتضى وابنه نائبين في البرلمان، على الرغم من أنف الأحكام القضائية والبرلمان (أبو عجلة واحدة)، وتم التصالح على العيش والملح مع الملياردير حسين سالم، واحتساب المبلغ (خمسة مليارات ونصف مليار جنيه) مجرد "نقطة" بسيطة في ليلة حنّاء أم العيون الجميلة مصر. وها هو وزير المالية، بطرس بطرس غالي، "يلوّح"، هو الآخر، بمليار ونصف "للعروسة المحروسة من عين العدا رغم أنف الحاقدين من أهل الشر"، "ولسه مش عارف حكم الـ 30 سنة سجن اللي عليه القضاء المصري الشامخ هيتصرف فيها كيف"، وبعدما عادت كل قيادات الداخلية إلى مقاعدها، أو إلى مستشفيات الغرب، لعمل "الرجيم" اللازم وإزالة الدهون والمياه الزرقاء التي تراكمت على العيون، بعد أيام المحن في سجون سيبريا. وعادت الصبغة السوداء الفاحمة إلى رأس حسني مبارك في أروقة مستشفى المعادي، مع بخور مولانا الشيخ حسن يوسف، الممثل قبل مسلسل رمضان السنوي، وبعدما استردّت زوجته الدرة المكنونة، والجوهرة المصونة، كابينة الإسكندرية مرة ثانية "وعادت إلى لواء الإسكندرون".
وبعدما قضى المستشار الخضيري أيامه كاملةً مكمّلة في سجنه، لأنه شوهد عيانًا بيانًا (صوتا وصورة) يقدّم ويتقاسم المسدسات سريعة الطلقات مع الممثل طارق النهري، في قلب ميدان التحرير، ويهدّد أمن السياحة في فندق سميراميس، لولا أن الله سلم من أخطاره، وحافظت السياحة على مدخولها، لامتدت يده الآثمة إلى مجرى قناة السويس، لولا العيون الحارسة أمن البلاد والعباد، وبعدما تم أخذ ثأر الشهيد الشيخ عماد عفت كاملاً من قاتليه مع بالطبع مَن قتل الحسيني أبو ضيف، بعدما تأكد أن "التسعة" الإخوان الذين قُتلوا ليلة الاتحادية بجوار الحسيني أبو ضيف، قد انتحروا لمرورهم بأزماتٍ نفسيةٍ شديدةٍ، رفض الدكتور أحمد عكاشة تسميتها، كي لا يشيع الترف بين المصريين، ويقلدوا أهل سويسرا في الهروب من مواجهة صعاب الواقع، والذي يعد الركيزة الأساسية للشخصية المصرية التي بنت الهرم، ورفعت المسلّات، ونحتتها من قلب الغرانيت.
وبعدما تم، بتوفيق الله ومِنّته وكرمه، رصد كل أيام الإجازات للسيد المحب لعمله، زكريا عزمي، (وكان لا يغيب أبدا). وبحكم القانون وإنصافه، يحق له أن يأخذ عن إجازاته كلها أجرا كاملا، علاوةً، بالطبع، على شهرين متبقيين للسيدين، فتحي سرور ومفيد شهاب الدين، بعدما زهدا في المناصب تمامًا، وتفرغا للتصوف والحكم الشرقية. وبالطبع، بعدما تمكن السيد أنس الفقي من مباشرة أعماله وثروته. وبالطبع جمال وعلاء مبارك بعدما زهدا أيضًا في السلطة، وتفرّغ جمال مبارك للتصوير والفوتوغرافيا على ألسنة البحيرات الهادئة، وفي الواحات المجهولة، أو في التسرية عن الشعب والبسطاء، بحضور سرادقات موتاهم سواء في "كفر حكيم" أو "الشيخ تلاتة". وعلاء يتابع الأشبال في نوادي الصعيد "وأبو النمرس" و"وكفر عطاطي".
وبعدما امتلأ بيت السيدة عفاف شعيب، عن بكرة أمه، بريش الجديان والضأن (وليس الحمير) بأرخص الأثمان، وصار الماشي من ميدان التحرير إلى بيتها بالريش والكباب لا يخاف من شيء، إلا من الله سبحانه وتعالى، أو الذئب على غنمه. وبعدما حج السيد أحمد بدير خمس حجات، وتنفّل في كل حجة في جزيرتي تيران وصنافير، مع السيدة الكاتبة سكينة فؤاد وأسد ميدان التحرير (مصطفى بكري) وسبع الفضاء (أحمد موسى) وشرس الليل (عزمي مجاهد)، فمُحيت كل ذنوبهم. وبعدما صرّحت السيدة المطربة، أمينة حنطور، أنها ستحدث ثورة في الغناء، وخصوصاً، بعدما ارتحنا من "دوشة المظاهرات والثورات ووجع الدماغ"، خصوصاً وأن سمير صبري عاد إلى التلفزيون، وعاد أيضًا بقوة وفتوة السيد المناضل من جبهات القتال مفيد فوزي.
بعد ذلك كله، لماذا لا يتم إطلاق سراح السيد صبري نخنوخ، خادم الدولة والنظام، وإن كان هو الآخر قد لا يقبل بذلك، إلا بعد تقديم كامل الاعتذار له، مع الاحتفاظ بأجره عن السنوات التي تغيّبها عن العمل، ويا ريت يكون هذا اليوم قبل يوم أبو علاء بيومين أو ثلاثة.