وسبق للأكراد السوريين اللاجئين أن نظموا عددا من التحركات للتضامن مع أقربائهم الموجودين في سورية. لكن المسيرة الحالية كانت الأكبر. إذ جمعت أكراد لبنان مع أكراد سورية في مسيرة موحّدة نحو مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الأسكوا". في محاولة للفت نظر المجتمع الدولي نحو "معاناة أكراد سورية". فقد تجمعت عشرات الأسر الكردية في منطقة الكولا في بيروت باللباس التقليدي تحضيراً للمسيرة.
وتتحدث روشاد اللاجئة من سورية عن "المجاعة التي يعشيها الأكراد في إقليم كردستان سورية". وتطالب "المجتمع الدولي بتحرك جدي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وليس فقط إصدار البيانات الفارغة".
الأكراد غاضبون من تركيا ومن المجتمع الدولي
يؤيد الأكراد المشاركون الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد "داعش"، ويطالبون بدعم وحدات حماية الشعب الكردي. ورفع عشرات الشبان المشاركين في المسيرة صور "شهداء" أكراد سقطوا ضمن صفوف القوات الكردية في عين العرب، ورددوا الهتافات الداعمة لها.
وردد الشبان الهتافات الداعمة لقوات "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني) و"واي بي جي" (وحدات حماية الشعب الكردية) و"البيشمركة" (القوات الكردية). وحضر الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من خلال صوره التي رفعت في المسيرة. ويُشكّل أوجلان بالنسبة لروشاد "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكردي". وهو "القادر على إدارة الأزمة الحالية وتحقيق طموحات الشعب الكردي".
ويلخص منظمو المسيرة طموحات شعبهم في بيان مطبوع، تضمن "تحذير تركيا من محاربة مشروع الإدارة الذاتية من خلال تأمين أسباب وجود وانتشار تنظيم داعش في المناطق الكردية". والدعوة "لإطلاق سراح عبد الله أوجلان من أجل لعب دوره للحل الديموقراطي والسلمي لقضية الأكراد في الشرق الأوسط".
كما طالب البيان "التحالف الدولي باستمرار الضربات الجوية، وفتح ممرات إنسانية إلى كوباني". ينظر الأكراد بعين الغضب إلى الدور التركي في عين العرب. ويتهم محمود، أحد منظمي المسيرة، تركيا "بدعم داعش من خلال شراء الوقود من معبر تل أبيض، ومعالجة جرحى داعش في المستشفيات التركية، إضافة إلى قمع التحركات الكردية في ديار بكر". ردد عشرات المتظاهرين ما قاله محمود، واتهموا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"الإرهاب".
ورفعت السيدات الكرديات المشاركات في المسيرة أعلام كردستان، وتلونت ملابسهن بألوانه. ومنهن من عقدن العلم على جباههن، في حين زينت الأمهات عربات الأطفال بالأعلام الصغيرة.